تعمل مؤسسة سميثسونيان مع الشركاء المحليين لإبراز التنوع الثقافي في كولومبيا والحفاظ على استدامته
Jul 14, 2015
عمل مركز سميثسونيان للحياة الشعبية والتراث الثقافي لأكثر من عقد من الزمن مع الموسيقيين والفنانين والمجتمعات المحلية والحكومة الكولومبية لتوثيق التراث الثقافي غير المادي لكولومبيا أو ما يُعرف باسم "الثقافة الحية" وإبرازها. اعتمدت مؤسسة سميثسونيان على جهود كولومبيا لصياغة سياسة للتراث الثقافي الوطني غير المادي وساهمت فيها اعتمادًا على مبادئ احترام التنوع الثقافي والديمقراطية الثقافية والحوار بين الثقافات.
وبناءً على هذه العلاقات طويلة الأمد، عرض مهرجان سميثسونيان للحياة الشعبية 2011 التنوع البيولوجي والثقافي لكولومبيا. احتفل مهرجان كولومبيا: طبيعة الثقافة بمرور ما يزيد عن عقد من الزمان على مشاركة مؤسسة سميثسونيان المستمرة في التراث الثقافي غير المادي —الثقافة الحية— لكولومبيا.
وضعت نواة هذا النهج العام للسياسة الثقافية لأول مرة في أحد إستوديوهات التسجيل الكولومبية.
قابل أمين ومدير تسجيلات فولكوايس ريكوردينغس سميثسونيان دانييل شيهي لأول مرة مستشار وزارة الثقافة الكولومبية كارلوس روخاس هيرنانديز في 2003 عن طريق زميل كولومبي في مؤسسة سميثسونيان. وخلال العديد من أوائل المشروعات التعاونية عمل دان وكارلوس معًا لإنتاج ألبوم 2004 Sí, Soy Llanero: موسيقى الجوروبو من سهول أورينوكو في كولومبيا, والتي وصفت في الإعلام الكولومبي كأول منتج تسجيلي للموسيقى الكولومبية يتم تسجيله في كولومبيا يرشح لجائزة "®Grammy"، .
وعقب نجاح ألبوم Sí, Soy Llanero، عمل دان وأمناء تسجيلات فولكوايس ريكوردينغس سميثسونيان مع شركاء كولومبيين لإنتاج عدد الألبومات التي حازت الجوائز. شملت هذه ¡Arriba Suena Marimba!: موسيقى كورولاو ماريمبا من كولومبيا مقدمة من جروبو نايدي (2006)، الفوز بجائزة "Latin Grammy®" Un Fuego de Sangre Pura: ألبوم "Los Gaiteros de San Jacinto من كولومبيا (2006)، ¡Ayombe!: The Heart of Colombia’s Música Vallenata (2008) و ¡Cimarrón: موسيقى جوروبو من سهول كولومبيا (2011).

ساعد عمل مؤسسة سميثسونيان في تسجيل وتعزيز الموسيقى الكولومبية التقليدية الكولومبيين على التعرف على تراثهم الثقافي والاستمتاع به. وقد علق كارلوس في كتاباته على ذلك قائلاً "إن الألبومات التي أنتجتها مؤسسة سميثسونيان وإدراج التسجيلات الخاصة بنا ضمن مجموعة مؤسسة سميثسونيان تؤكد على القيمة الفنية والثقافية لتقاليدنا الموسيقية, ونأمل أن يساهم هذا التأكيد في إلهام أجيال جديدة من المشاركين."
قدمت مؤسسة سميثسونيان أيضًا منصة دولية لهؤلاء الفنانين عندما عرضت ثلاث مجموعات موسيقية التقاليد الثقافية الكولومبية في عام 2009 في لاس أمريكا: برنامج المهرجان الموسيقي "Un Mundo".
جدير بالذكر أن مؤسسة سميثسونيان نجحت في عام في 2007 في إبرام اتفاق رسمي مع وزارة الثقافة الكولومبية بشأن البرامج الثقافية، ومنها مهرجان سميثسونيان للحياة الشعبية. اعتقدت الحكومة الكولومبية أن مهرجان الحياة الشعبية سيوفر منصة تعاونية لتوثيق تراث كولومبيا الوافر وإبرازه.
وفي الوقت الذي كان الكولومبيون يبدأون فيه تحقيق التواصل مع تنوع تراثهم الثقافي، انضمت مؤسسة سميثسونيان إلى الشركاء الكولومبيين كي ينسجوا معًا التقاليد الثقافية ويبتكرون أساليبًا لحماية الثقافات الحية..
ساهم العمل الميداني لبرنامج مهرجان 2011 بقوة في البحث عن التقاليد الثقافية التي لم تحظ بالقدر الكافي من العرض وتوثيقها على مدار 3 سنوات من البحث على أرض الواقع. اعتمد أمناء مؤسسة سميثسونيان كريستينا دياز-كاريرا وأوليفيا كادافال على سنوات من البرامج المسبقة وعمليات التعاون الموسيقية لتحديد 100 فنان تقليدي ومتخصص ثقافي شاركوا في المهرجان بعزف الموسيقى وتعليم فئات الرقص وعرض الحرف والمهن التقليدية وطهي الأطباق المحلية وغيرها من المظاهر اليومية والثقافة الاحتفالية.

أظهر المهرجان كيف تم تحويل التكيفات الثقافية للبيئات لضمان بقاء البيئة الطبيعية والثقافية واستدامتها. وقد علق الصحفي الكولومبي ماريو لامو على هذا في كتاباته قائلاً، "قدمت مؤسسة سميثسونيان فرصة فريدة لتجمع ممثلين للتنوع البيئي والثقافي بكولومبيا في مكانٍ واحد." كما علق الحرفيّ جوان سيزار بونيلا من مرتفعات الأنديز على مشاركته في المهرجان قائلاً "قدمت لنا واشنطن هذه الفرصة التي لم نمتلكها من قبل في كولومبيا، حيث أعطتنا فرصة لإظهار هويتنا."
عمل أمناء مؤسسة سميثسونيان ببرنامج 2011 مع مؤسسة "Erigaie"، وقسم التراث الثقافي بوزارة الثقافة الكولومبية، وفريق استشاري من ممثلين عن جامعات مختلفة ومؤسسات ثقافية إضافة إلى فريق تنظيم معارض كولومبي. أنشأت مؤسسة سميثسونيان والفرق الكولومبية أثناء عملهم الميداني قاعدة بيانات بحثية عن الثقافة الحية في كولومبيا.تمثل قاعدة البيانات هذه مصدرًا قيمًا لوزارة الثقافة والشعب الكولومبي.
استمر العمل لبرنامج المهرجان بعد انتهاء الفعالية، الأمر الذي ساهم في توفير الدعم للتوثيق المستمر وعمليات الحفظ الثقافية في كولومبيا. أعادت الحكومة الكولومبية تنظيم المهرجان ثلاثة مرات في مدن بوجوتا ومديلين وكالي في كولومبيا.
![[file:field-caption]
[file:field-caption]](https://global.si.edu/sites/default/files/styles/wysiwyg/public/5-loom.jpg?itok=xeSNFMAo)
تستخدم الحكومة الكولومبية اليوم نهج توثيق برنامج مهرجان سميثسونيان للحياة الشعبية لتحديد أماكن التراث الثقافي التي يتعين حمايتها كتراث ثقافي عالميّ.
دعمت شراكات مؤسسة سميثسونيان مع الفنانين والحرفيين والمسئولين الحكوميين الكولومبيين وغيرهم إعداد سياسة وطنية لحماية التراث الثقافي الحي في كولومبيا. وفي هذا السياق، صرحت أمينة مؤسسة سميثسونيان أوليفيا كادافال قائلة "ساعدت مؤسسة سميثسونيان شركاءنا الكولومبيين في إعداد سياسة تراث ثقافي غير المادي من البداية حتى النهاية".
واصل أمناء سميثسونيان عملهم على أرض الواقع لتوثيق التراث الثقافي الكولومبي وإبرازه. يقول دان "مثّلت كولومبيا أهمية خاصة لي. هناك نهضة لا يمكن وصفها بين الأجيال الشابة اليوم". وأضاف "إنهم قادمون إلى هذه التقاليد بمهارات غير معقولة ويبتكرون موسيقى جميلة. أشعر بأنني متميز بدوري في مشاركة هذا الفن مع العالم." يعمل هو وكارلوس الآن على تقديم إصدار جديد متوقع إطلاقه للعام 2016 لإبراز موسيقى البامبوكوالخاصة بالمرتفعات الوسطى ومناطق زراعة القهوة في كولومبيا.