تعمل مؤسسة سميثسونيان مع المجتمعات حول العالم لاستعادة اللغات والتقاليد المهددة بالانقراض والحفاظ على استدامتها
Jul 19, 2015
يعدبرنامج استعادة اللغات جزءًا من الجهود العالمية الرامية إلى إحياء اللغات المهددة بالانقراض. ويوثق باحثو مؤسسة سميثسونيان اللغات والثقافات المهددة بالانقراض ويعملون مع المجتمعات المحلية للمساعدة في الحفاظ على استدامتها وإحيائها. تقوم مؤسسة سميثسونيان بالتعاون مع المجتمعات المحلية والمنظمات الدولية الشريكة بإنشاء شبكة عالمية من المجتمعات المحلية والمتاحف والجامعات والمنظمات الأخرى العاكفة على إحياء اللغات المهددة بالانقراض في جميع أنحاء العالم..
يتم التحدث بأكثر من 7.000 لغة في العالم في وقتنا الراهن. وتشير تقديرات الخبراء إلى انقراض لغة في فترة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أشهر. وإذا ما استمر الأمر على هذا المنوال, فسنتعرض لفقدان أكثر من نصف لغات العالم بنهاية هذا القرن دون تدخل.
إن فقدان اللغات مشكلة محلية لها تداعيات عالمية، يُعد التنوع اللغوي والثقافي ضروريًا للحيوية والمرونة الثقافية للبشرية، ويشبه كثيرًا التنوع الأحيائي على كوكبنا. تنسج كل لغة معًا أجيال من التكيفات البشرية مع البيئة، فضلاً عن أهميتها في فهم التنوع الأحيائي والثقافي وحفظه.
تعزز مبادرة استعادة اللغات التي تطلقها المؤسسة على توثيق وإحياء اللغات المهددة بالانقراض على مستوى العالم والمعارف المسجلة بها. تمثل مبادرة مؤسسة سميثسونيان شراكة بين المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، ومركز سميثسونيان للحياة الشعبية والتراث الثقافي، والمتحف الوطني لتاريخ وتراث الهنود الأمريكيين، بالإضافة إلى شبكة عالمية من الشركاء الذين يدعمون هذه الرسالة والأبحاث منها جامعة هاواي، وصندوق حماية اللغات المهددة بالانقراض، , ومركز مياميا، , ومنظمة كالتشرال سيرفايفال، , ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، و برنامج هانز رزينج للغات المهددة بالانقراض، ومدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندن،، وجامعة أوكلاند للتكنولوجيا في نيوزيلاندا. تعمل مبادرة استعادة اللغات على توثيق التقاليد اللغوية والمساعدة في إحيائها والحفاظ على استدامتها في الوقت الحالي وفي المستقبل من خلال إجراء الأبحاث والتوعية العامة والتعاون مع المجتمعات المحلية، ومجموعات سميثسونيان المتنوعة.
يعمل جوشوا أيه بيل أمين العولمة بمؤسسة سميثسونيان في بابوا غينيا الجديدة مع المجتمعات المحلية في دلتا برواري بالخليج البابوايّ على توثيق التقاليد اللغوية والمعرفية وحفظها. توجد اليوم أكثر من 850 لغة مختلفة يتم التحدث بها في بابوا غينيا الجديدة في وقتنا الراهن، وتحتفظ هذه اللغات بمعلومات حيوية عن الأنظمة البيئية الهشة بشكل متزايد والتي تتعرض للتهديدات جراء قطع الأشجار والصناعات الاستخراجية وتغير المناخ.
يشارك جوشوا مجموعات مؤسسة سميثسونيان ذات الصلة بدلتا برواري مع هذه المجتمعات المحلية ويتعاون مع أفراد المجتمع المحلي لتسجيل المعارف البيئية الأصلية الموجودة بالأغاني والقصص والعناصر الأخرى. وفي هذا السياق صرح جوشوا قائلاً "تساعدنا مبادرة استعادة اللغات في العثور على أساليب أفضل للتعاون مع المجتمعات المحلية في بابوا غينيا الجديدة وغيرها من الأماكن من أجل تحقيق الترابط بشكل أفضل بين المجتمعات المحلية الأصلية ومجموعات سميثسونيان نظرًا لأنهم يعملون على توثيق هذه التقاليد وإحيائها."
إنه يعمل مع أعضاء المجتمعات المحلية في قرية مابايو وفي واشنطن العاصمة لإعداد مواد تعليمية ومرجعية باللغة المحلية "I’ai" واللغة الإنجليزية. وقد شملت هذه المواد حتى الآن كتاب صور فوتوغرافية التُقطت في عام 1922 وملصقات تعرض المعلومات الإيثنونباتية المحلية بالإضافة إلى المعارف التقليدية التي تتجسد في التقاليد المتعلقة بالسلال. ومع ذلك، فقد أُعطي تراث هذه المواد شكلاً ووسيلة جديدة كي يتسنى له الانتشار في المجتمعات المحلية.

تعمل غابرييلا بيريز عالمة اللغويات بمؤسسة سميثسونيان في جنوب المكسيك على توثيق لغة الزابوتيك وتحليلها في مدينة لا فينتوزا الموجودة في جنوب المكسيك. وبالرغم من أن عشرات الآلاف من الأشخاص يتحدثون لغة الزابوتيك في 20 من 22 مجتمعًا سكانيًا، لم يعد الأطفال يتحدثون هذه اللغة. تعمل غابريلا مع المجتمعات المحلية لتوثيق هذه اللغات المهددة بالانقراض ولتطوير جهود الإحياء وتعزيز المبادرات القائمة في المدارس المحلية.

تعمل غابريلا حاليًا على وضع قاموس للغة الزابوتيك , ومجموعة عشبية إثنونباتية رقمية متعددة اللغات—بوابة إلكترونية للمجموعات الرقمية من العينات النباتية المحفوظة التي ستكون متوفرة بلغة الزابوتيك واللغة الإنجليزية والإسبانية. وتعد المجموعة العشبية واحدة من مجموعة أكبر من الموارد الدراسية التي تعمل غابريلا على تطويرها. ويشمل هذا المناهج الدراسية والملصقات الطلابية للتعرف على النباتات وتدريب المعلمين على استخدام هذه الموارد في المدارس. وقد تعاونت غابريلا مع باحثين محليين من لا فينتوزا وعلماء النبات في مؤسسة سميثسونيان ومؤسسات مكسيكية منها مؤسسة "المعشبة الوطنية (MEXU)" وفنان من ولاية واهاكا لجمع المواد لهذه الموارد الجديدة. ستوفر هذه الموارد معلومات عن أنواع النبات المحلية المتوفرة للطلاب من جميع الأعمار وستساعد في إحياء اللغة والعلوم والمعرفة الثقافية لجيل جديد في لا فينتوزا و22 بلدية في جميع أنحاء البرزخ.