تعمل مؤسسة سميثسونيان على حماية أشجار المنغروف المهددة بخطر الانقراض في جميع أنحاء العالم
Jul 18, 2015
تضع علوم سميثسونيان أسس الحفاظ على أشجار المنغروف من خلال توثيق الخدمات المهمة التي توفرها هذه الأشجار ودراسة كيفية تأثير الأنشطة البشرية على وظائف هذه النظم البيئية. ومن خلال التعاون مع الحكومات ومنظمات الحفاظ على البيئة الأخرى، ستساعد أبحاث سميثسونيان في ضمان استمرار دعم أشجار المنغروف للأشكال المتنوعة من الحياة الساحلية في الأعوام القادمة.

قامت عالمة البيئة المتخصصة في النباتات والحشرات بمركز سميثسونيان للأبحاث البيئية (SERC) الدكتورة كاندي فيلر بجمع حشرت كثيرة لم يصل إليها العلم. جدير بالذكر أنها ظلت لأكثر من 25 عامًا تدرس بعناية أشجار المنغروف لفهم كيفية تأثير المغذيات الزائدة—مثل تلك المستخرجة من المصادر الصناعية والسكنية والزراعية- على الأنظمة البيئية لأشجار المنغروف.
وقد ساهمت كاندي، عضوة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بالفريق المتخصص المعني بأشجار المنغروف التابع للجنة بقاء الأنواع (SSC) في تنظيم منهجيات لمشاركة المعلومات المتعلقة بأشجار المنغروف وإعداد خطط للحفاظ عليها. ستعمل هذه المجموعة على تجميع الأبحاث وإعداد إستراتيجية حفظ عالمية لأشجار المنغروف قائمة على احتياجات الحفظ.

تدرس كاندي الأنظمة البيئية لأشجار المنغروف في العديد من المواقع في منطقة البحر الكاريبي وأستراليا ونيوزيلاندا وبليز وبنما وفلوريدا وخليج كاليفورنيا، وتمتد أبحاثها لتصل إلى بنجلادش وميانمار. ظلت تعمل مع أشجار المنغروف منذ الثمانينات من القرن الماضي لرصد كيفية تأثير إضافة المواد الغذائية على الأنظمة البيئية الساحلية هذه. تمكنت كاندي وفريقها من الباحثين من تقديم فرضيات قوية عن الأنظمة البيئية لأشجار المنغروف حول العالم من كوينزلاند بأستراليا إلى بليز وبنما من خلال مقارنة كيفية تأثير إضافة أو تحديد دورة المواد الغذائية في أشجار المنغروف على كيمياء التربة والنمو النباتي والتنوع الحيوي وديناميات الكربون وغيرها من العوامل.
يُبين لنا هذا البحث كيف كان للتغيرات بهذه الأنظمة البيئية الهشة آثار ضارة على شبكات الغذاء البحري. يتسبب الانسيال السطحي للمواد الغذائية الناتج عن أنشطة التطوير الساحلية في تدمير موائل الأسماك والشعاب المرجانية جراء التأثير التراكمي. وإضافة إلى ذلك، يتسبب دمار هذه الموائل والنظم البيئية في القضاء على سبل مهمة لكسب العيش وتعريض القاطنين بهذه المناطق بشكل أكبر للعواصف وارتفاع منسوب مياه البحار والآثار الأخرى لتغير المناخ العالمي.
تمكنت كاندي وفريقها من خلال دراسة النظم البيئية لأشجار المنغروف في المواقع المعتدلة والاستوائية على امتداد نفس خطوط العرض حول العالم من وصف آثار تغير المناخ على أشجار المنغروف والتنبؤ بكيفية تأثير التغيرات المستقبلية في درجات الحرارة العالمية على الأنظمة البيئية الساحلية.
أظهر عمل كاندي الذي كان مدعومًا بتمويل من المؤسسة الوطنية للعلوم ووكالة ناسا أن مستويات النيتروجين الزائدة في الأنظمة البيئية الساحلية يمكن أن تغير تكوين النباتات الموجودة في هذه الأماكن, وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في الحد من قدرة النظام البيئي على تخزين الكربون. وعلاوة على ذلك، فإن هذه الزيادة في مستويات النيتروجين من شأنها أن تضعف أيضًا غابات المنغروف وتجعلها أقل مرونة في مواجهة العواصف القوية.
وعلى الرغم من أن أكثر من 50% من أشجار المنغروف في العالم قد تدمرت، إلا أن فريق كاندي توصل إلى أن أشجار المنغروف تتزايد في بعض المناطق. ونظرًا لزيادة حرارة المناخ العالمي، فإن أشجار المنغروف في مناطق توزيعها تتزايد باتجاه القطبين وتنتشر بالأنظمة البيئية للمستنقعات المالحة، وهو ما يُسهم في تحويل هذه الأراضي الرطبة إلى غابات للمنغروف. يحدث هذا على طول الخطوط الساحلية حول العالم على الحدود بين المناطق ذات الأجواء المناخية المعتدلة والاستوائية.
![[file:field-caption]
[file:field-caption]](https://global.si.edu/sites/default/files/styles/wysiwyg/public/CandyFeller_Teaching_0.jpg?itok=CoCGWDhM)
يُركز عمل كاندي في الوقت الراهن على فهم كيفية تغير هذا التحول ليس فقط في بنية هذه الأراضي الرطبة الساحلية بل ومن وظيفتها أيضًا. يتسنى لكاندي وفريقها في مركز سميثسونيان للأبحاث البيئية تحسين معرفتنا بأشجار المنغروف وتحسين قدرتنا على حفظها من خلال رصد التغيرات في النظم الإيكولوجية هذه لأكثر من 25 عامًا في مواقع مختلفة حول العالم.