انظر كيف تُسهم العلوم والجهود الحكومية في ضمان وجود الغزال الراقص بميانمار مستقبلاً
Jul 19, 2015
أجرى الباحثون التابعون لمؤسسة سميثسونيان بحثًا موسعًا عن محمية تشاتين وايلدلايف سانكشواري الموجودة في شمال ميانمار، وذلك بالتعاون مع العاملين في المنطقة المحمية في ميانمار. استخدم فريق من الباحثين مجموعة من تقنيات التتبع باستخدام موجات الراديو والمسح بالإضافة إلى بيانات جغرافية مكانية لإعداد قاعدة بيانات بيولوجية يمكن استخدامها لرصد الاتجاهات السكانية والمساعدة في اتخاذ قرارات إدارة شؤون الحياة البرية.
عمل علماء مؤسسة سميثسونيان لما يربو على العقدين من الزمان للحفاظ على الغزلان الراقصة المهددة بالانقراض بشكل كبير، وهي أجناس تواجدت عبر جنوب شرق آسيا من فيتنام إلى الهند، إلا أنه لا يوجد منها اليوم سوى حوالي 2500 غزال في البرية، توجد بشكل أساسي في ميانمار وكمبوديا. ورسم الباحثون بقيادة بيل ماك شيا وميليسا سونغر وبيتر لايمجروبر خريطة للغابات الاستوائية الجافة الباقية والتي تعد موئلاً يعتمد عليه الغزال الراقص، كما أنهم استخدموا الخريطة لتحديد مواقع جماعات الغزال الراقص - غير المعروفة سابقًا - في البرية.

تُعرِّض الضغوط المتزايدة المتولدة من الأنشطة الزراعية وعمليات قَطع الأشجار والأنشطة البشرية الأخرى هذه الغابات للخطر –– الأمر الذي يجعل مستقبل الغزال الراقص غامضًا. ولهذا يعمل العلماء بمؤسسة سميثسونيان بتفان لإيجاد طرق لعكس المسار الآخذ في الانخفاض للغزال الراقص.

وقد تمكنت ميليسا وبيتر بمساعدة زملائهما من ميانمار، من توثيق عوامل الضغط الواقع على موارد الغابات بما في ذلك جمع الأخشاب وعمليات صيد الغزال الراقص من جانب المجتمعات المحيطة بمحمية تشاتين. يتسنى لنا من خلال التعرف على مدى اعتماد المجتمعات المحلية على الغابة بحثًا عن الموارد الضرورية مثل الطعام والمأوى والدواء التعاون من أجل التوصل إلى وسائل لتخفيض الأضرار الواقعة على الغابات الجافة دون التأثير سلبًا على الأفراد، يتسنى من خلال هذا ربط علوم الحفاظ بالمجتمعات الإنسانية، مما يمهد الطريق نحو إيجاد حلول متاحة من خلال توفير سبُل معيشية بديلة.

يضيف علماء مؤسسة سميثسونيان بعدًا عالميًا يعزز الجهود البحثية ويمهد الطريق للحصول على دعم حكومي للحفاظ على الغزال الراقص والأنواع الأخرى المعرضة بشدة لخطر الانقراض. بيل هو رئيس مشارك للمجموعة المتخصصة المعنية بالغزلان (SSC) هي مجموعة مكلفة من جانب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) بتعقب حالة عمليات الحفظ لـ 65 نوعًا من الغزلان على مستوى العالم.

يتناول بيل في دراسته الظبي ذي الذيل الأبيض الموجود في شرق الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أبحاثه حول الغزال الراقص. أسهمت الإدارة الناجحة للحياة البرية في زيادة أعداد الظبي ذي الذيل الأبيض لتصل إلى 25 مليون ظبي في الوقت الراهن بعد أن تعرضت للصيد الجارف حتى أوشكت على الانقراض في العشرينيات من القرن الماضي.
أدى تزايد أعداد الظبي ذي الذيل الأبيض إلى نقص ملحوظ في البلوط في الغابات الشرقية إلى جانب تهديد وجود الكثير من النباتات البرية، وذلك لما يتمتع به هذا النوع من الظباء من شهية كبيرة تجاه شتلات البلوط والكثير من أنواع النباتات الأخرى.
يوضح بيل قائلًا: "من المهم النظر إلى قصة الحفاظ من كلا الجانبين: ما الآثار المترتبة على الانخفاض الشديد لأعداد الظبي كما هو الحال في ميانمار أو زيادتها بشدة كما هو الحال في شرق الولايات المتحدة". "يمكنك الاستنتاج مما حدث مع الظبي ذي الذيل الأبيض أنه مع وجود وسائل الحماية المناسبة، فإنه يمكن إنقاذ الغزال الراقص وقد يكون جزءًا من لوحة فسيفساء تحمل مشهد طبيعي إنساني في ميانمار."
![[file:field-caption]
[file:field-caption]](https://global.si.edu/sites/default/files/styles/wysiwyg/public/6419957059_50cd2ee7de_b-486x730.jpg?itok=Rf58IDoz)
لم يتوقف علماء مؤسسة سميثسونيان عند مرحلة إجراء البحث –– إذ أنهم عملوا مع الحكومات لضمان تنفيذ الحلول التي تم التوصل إليها خلال البحث. أجرى علماء مؤسسة سميثسونيان مشاورات مع حكومة ميانمار بهدف وضع خطة جديدة للحفاظ على الغزال الراقص ، كما عملت المؤسسة مع حكومة النرويج لتوفير وسائل تمويل جديدة لمحمية تشاتين وايلدلايف سانكشواري وغيرها من المواقع التي يوجد بها الغزال الراقص في ميانمار.
يواصل معهد سميثسونيان للحفاظ على البيولوجيا في فرونت رويال، فيرجينيا إجراء أبحاثه الخاصة بالمحافظة على الغزال الراقص. هنا طور العالمان ستيفين مونفورت وبير كوميزولي تقنيات خاصة بالتلقيح الاصطناعي والتلقيح المعملي للغزال الراقص.
وفي عام 2011، ولد أول خشف غزال راقص في حديقة الحيوان المفتوحة "خاو خيو" في تايلاند، من خلال عملية تلقيح معملي أجريت في معهد سميثسونيان للحفاظ على البيولوجيا.