الحفاظ على الفهود المعرضة للخطر في ناميبيا وحول العالم
Jul 26, 2015
تتعاون عالمة الفهود أدريان كروسيه مع صندوق الحفاظ على الفهود في ناميبيا من مختبرها في معهد سميثسونيان للحفاظ على البيولوجيا في فرونت رويال، بفرجينيا. وتدرس مع شركائها كيفية تكاثر الفهود من أجل إعداد تقنية جديدة لتحسين تكاثر الفهود في مراكز الرعاية البشرية. ونتيجة لهذه الجهود، يوجد في الوقت الراهن مئات العينات من المواد الوراثية المخزنة للفهود التي يتسنى من خلالها المساعدة في إعادة الفهود إلى البرية واستعادة التنوع الجيني للفهود. تُسهم أبحاث أدريان في معهد سميثسونيان للحفاظ على البيولوجيا في تحسين فهمنا لبيولوجيا الفهود وتوفير إمكانيات أكبر لعلماء البيولوجيا المتخصصين في عمليات الحفظ لإنقاذ الفهود من الانقراض.
الفهود هي أسرع الحيوانات البرية على مستوى العالم. كما إنها أكثر السنوريات الإفريقية المعُرضة لخطر الانقراض. حيث تهدد زيادة أعداد السكان وانخفاض مساحات الموائل مجموعات الفهود من ناميبيا وحتى إيران. وتجدر الإشارة أنه في عام 1900 كان يتجول في البرية بحرية حوالي 100000 فهد من أقصى جنوب إفريقيا وحتى بلاد إيران. ولا يوجد في يومنا هذا سوى 10000 إلى 12000 فهد في جميع أنحاء العالم في البرية وفي مراكز الرعاية البشرية.

تعيش أكبر مجموعات الفهود في بلدان جنوب غرب إفريقيا كبتسوانا وزامبيا وناميبيا، وهي البلدان التي يعمل فيها صندوق الحفاظ على الفهود من أجل حماية فهود العالم المتبقية. تعمل العالمة البيولوجية المعنية بالفهود أدريان كروسيه من مختبرها في معهد سميثسونيان للحفاظ على البيولوجيا لدراسة كيفية تكاثر الفهود وإعداد تقنية جديدة لتحسين عملية تكاثر الفهود في مراكز الرعاية البشرية.
تحظى الفهود بتنوع وراثي محدود للغاية، مقارنة بالحيوانات الأخرى. ومنذ 12000 عام، وقع حدث انقراض جماعي قضى على 75 في المائة من أجناس الثدييات الكبيرة في العالم.. وقد نجت بضعة فهود من هذه الواقعة، ومن ثم فإن جميع الفهود التي تعيش في العالم اليوم هي سليلة هذه المجموعة الصغيرة.
عُرف انخفاض التنوع الوراثي للفهود الناتج عن حدث الانقراض الجماعي هذا باسم" المختنق الجيني" والذي يشير أن حيوانات الفهود بصفة خاصة أكثر تأثرًا بالتغيرات البيئية في موائلها، وأنها تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بعملية التكاثر.

التقدمات في الإدراك الإنجابي لمجموعات الفهود, , جنبًا إلى جنب مع التخزين الحيوي للمواد الوراثية الخاصة بالفهود يعني أن علماء سميثسونيان على غرار أدريان وشركائنا الدوليين يمكنهم زيادة التنوع الجيني لمجموعات الفهود.من خلال استعادة المادة الوراثية من الفهود التي ماتت منذ 10 أعوام أو 20 عامًا أو 30 عامًا.
ومنذ عام 2002، عملت أدريان على تدريب الطلاب المحليين بناميبيا على كيفية جمع العينات البيولوجية من الفهود وتخزينها في بنوك حيوية حيث يتم تجميدها لاستخدامها مستقبلاً. يوجد في الوقت الراهن مئات العينات من المواد الوراثية المخزنة في ناميبيا والتي يتسنى من خلالها المساعدة في إعادة الفهود إلى البرية واستعادة التنوع الجيني لها.

وتعكف أدريان حاليًا على دراسة فسيولوجيا التناسل لإناث الفهود الكبيرة، حيث تعاني إناث الفهود من عدم انتظام الدورات الإنجابية، ويعجز العلماء عن معالجة هرمونات إناث الفهود من أجل تحسين قدرتها الإنجابية. تلعب أبحاث أدريان دورًا جوهريًا للغاية في المحافظة على مجموعات الفهود في ظل التهديدات التي تحيق بموائلها وتناقص قاعدة الفرائس التي تتغذى عليها.

يتسنى من خلال التخزين الحيوي لبويضات إناث الفهود الكبيرة والعاجزة عن التكاثر لأدريان وفريقها تخصيب هذه البويضات وزرعها لاحقًا في أمهات بديلة، ومن ثم استعادة هذه المواد الوراثية للفهود بوجه عام.
تجمع أدريان بين أبحاثها المتعلقة بالصحة الإنجابية وأبحاث علماء البيولوجيا الآخرين بمعهد سميثسونيان للحفاظ على البيولوجيا المتعلقة بصحة الفهود وأمراضها وموادها الوراثية لفهم التهديدات التي تحيق بالفهود في البراري ومراكز الرعاية البشرية بشكل أفضل. تستطيع أدريان مع فريقها استكشاف الطريقة التي يتسنى لنا من خلالها الحفاظ على موائل الفهود بصورة أفضل لتحفيز الفهود ودعمها من خلال مراقبة عملية إنجاب الفهود في مراكز الرعاية البشرية.