مشروع موروثات السكان الأصليين في منطقة الكاريبي: الاحتفال بثقافة شعب التاينو
Mar 08, 2016 | By Isabella Roden
يذكر التاريخ الشعبي أنّه بعد فترة قصيرة من وصول كريستوفر كولومبوس إلى منطقة البحر الكاريبي في عام 1492، أُبيد السكان الأصليون الناطقون بالأراوكان المعروفون باسم قبائل تاينو تمامًا بسبب العبودية والأمراض الأوروبية والمجاعات والحرب. وقد لقى في كوبا وجامايكا وهايتي وجمهورية الدومينيكان وبورتوريكو وجزر الأنتيل الصغرى 90٪ من السكان الأصليين حتفهم خلال نصف قرن. ومع ذلك، لم تنتهِ قصتهم عند هذا الحد. فقصة التاينو هي إحدى قصص البقاء على قيد الحياة.
وبالرغم من حدة الدمار الذي اتسمت به أوائل الفترة الاستعمارية، فقد نقل شعب التاينو معارفه عن عالمه الثقافي والطبيعي إلى الأوروبيين والأفريقيين الذين قدموا إلى جزره، وظلت ثقافة السكان الأصليين وشعبها إلى اليوم بل وازدهرت أيضًا. ويستكشف مشروع موروثات السكان الأصليين في منطقة الكاريبي التابع لسميثسونيان كيفية استمرار ثقافة التاينو في التطور والازدهار بالرغم من الصدام المدمر مع الغزو الأوروبي، وذلك تحت إشراف مشترك من رانالد وودمان مدير المعارض والبرامج العامة بمركز لاتينو التابع لسميثسونيان وخوسيه بيريرو مساعد مدير البحث في المتحف الوطني للأمريكيين الأصليين. ويحكي مشروع موروثات السكان الأصليين في منطقة الكاريبي قصة المثابرة هذه، ويساعد في تقديم إطار لفهم تراث التاينو في سياق متعدد الأعراق.
![[file:field-caption]
[file:field-caption]](https://global.si.edu/sites/default/files/styles/wysiwyg/public/Barreiro%20at%20Caguana%20Park.jpg?itok=Fioq98Df)
ينخرط باحثو سميثسونيان، من خلال الأبحاث والبرامج العامة، في عمليات الفهم المعاصرة لتاريخ التاينو وتراث السكان الأصليين. ويجري الكثير من هذا العمل للجمهور من منطقة البحر الكاريبي. ووفقًا لكريستينا غونزاليس، وهي طالبة دكتوراه في جامعة تكساس في أوستن والتي أجرت أبحاثًا مع مشروع موروثات السكان الأصليين، فإنّ "الهدف من المشروع يكمن في تشجيع الشعوب على إعادة التفكير في ثقافتهم وتاريخهم وهويتهم وحتى الانخراط في العمل لاستعادة مظاهر ثقافتهم."
هذا وتُستمد عناصر كثيرة من الثقافة الشعبية في منطقة البحر الكاريبي والثقافة الريفية الخاصة من تقاليد السكان الأصليين. في هذا الصدد يقول رانالد "يمكنك أن تكتشف، عبر أرجاء منطقة البحر الكاريبي، في جامايكا، وكوبا، وبورتوريكو، وهايتي، تأثيرات السكان الأصليين: التقاليد العشبية والتقاليد الروحية أو الدينية المحلية والذكريات المرتبطة بالمناظر الطبيعية والمحاصيل الزراعية التقليدية وأساليب الزراعة وتقنيات بناء المنازل والحرف مثل السلال وشباك الصيد وتعبيرات التاينو". تعكس العديد من الكلمات اليوم، وخاصةً في منطقة البحر الكاريبي الإسبانية، تأثير التاينو، بما في ذلك أسماء "كوبا"، "هايتي"، والمفردات اليومية مثل "شواء" و"زورق" و"إعصار".
![[file:field-caption]
[file:field-caption]](https://global.si.edu/sites/default/files/styles/wysiwyg/public/Canoa%20maker%20in%20La%20Gina.jpg?itok=UH3l6YYn)
منذ سبعينيات القرن العشرين، تآلفت معًا مجموعات جديدة من السكان الأصليين المنحدرة من أصل أفريقي للاحتفال بتراث التاينو وإحيائه، في سبيل تحدي التاريخ السائد في المنطقة عن طريق استعادة تراث الأجداد والتأكيد على تحمّل جذور السكان الأصليين.

يسعى مشروع موروثات السكان الأصليين إلى خلق مساحة للبحث في تراث السكان الأصليين بعد عام 1492 في تاريخ متعدد الطبقات في منطقة البحر الكاريبي. وقد ذكرت كريستينا أنّ هذا المشروع "متعلق باستكشاف علم البقاء على قيد الحياة، وبالنظر في أمثلة المرونة والإدارة والطرق التي يمكن للشعوب الأصلية وثقافاتها أن تستمر في البقاء والاستمرار على الرغم من الاعتقاد في اختفائها وفنائها".
بدأ مشروع موروثات السكان الأصليين في عام 2010 بدعم من اتحادات مواجهة التحديات الكبرى التابعة لمؤسسة سميثسونيان وهو تعاون بين مركز لاتينو التابع لمؤسسة سميثسونيان (SLC) والمتحف الوطني للهنود الأميركيين (NMAI) والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي (NMNH) وشبكته التي تضم المؤسسات والباحثين الشركاء في منطقة البحر الكاريبي والولايات المتحدة. وتشمل هذه الاتحادات متحف ديل هومبر دومينيكان - متحف الأنثروبولوجيا الرئيسي لجمهورية الدومينيكان. وتمتلك سميثسونيان بالفعل مجموعات أثرية وإثنوغرافية مدروسة ممتازة ولكنها نادرة لمنطقة البحر الكاريبي، وتتمتع بخبرة في توثيق المجتمعات في كوبا الشرقية من مساعد مدير الأبحاث في المتحف الوطني للهنود الأميركيين خوسيه باريرو. وقد عمل فريق متعدد التخصصات من العلماء، معظمهم من منطقة البحر الكاريبي، مع رونالد وخوسيه لمراجعة المجموعات الأثرية والأنثروبولوجية التابعة لسميثسونيان في منطقة البحر الكاريبي. وقد بلغت ورش العمل هذه ذروتها في ندوة عامة أُقيمت في المتحف الوطني للهنود الأميركيين في عام 2011 بشأن بقاء ثقافة التاينو في ذاكرة منطقة الكاريبي المعاصرة. ويشمل المشروع في الوقت الحالي البحث الإثنوغرافي في المجتمعات المحلية والمجموعات المحلية لأعمال التاينو الفنية.
ينطوي جزء من الأبحاث الإثنوغرافية للمشروع على العمل الميداني. وتجمع المسوحات الروايات الأولى للاتصالات الفردية والأسرية والمجتمعية لهوية السكان الأصليين وتراثهم، التي يحتفظ بها الممارسون الأصليون وغير الأصليين. وقد قادت إحدى الباحثين المرتبطين بالمشروع، وهي خبير الأنسجة ثريا سيرا كولازو، كريستينا وأعضاء الفريق الآخرين إلى مثال واضح على الاستمرارية الثقافية، على سبيل المثال، امرأة في الثمانينيات من عمرها في منطقة ريفية ببويرتو ريكو، فرد من الشعب الوحيد المتبقي يقوم بعمل أرجوحات شبكية باستخدام الألياف الناتجة عن نبات يسمى صبّار الأغاف. أشارت كريستينا "بعد أن اعتُقد أن هذا الفن قد اندثر... تُثبت ممارستها أنّه باقٍ."
في ضوء ذلك يصف رانالد منهجية بحث مشروع موروثات السكان الأصليين في منطقة الكاريبي بأنّه "مفتوح المصدر"، لأن جميع أدواته وعملياته متاحة لمن أُجريت معهم المقابلات. ويشمل ذلك عمليات المسح بقصد التعرف على الأشخاص والأسر والمجتمعات التي تُعرف باسم أحفاد السكان الأصليين، والتي يستخدمها العديد من أصحاب المصلحة المحليين لأبحاثهم الخاصة. كما يدعم المشروع الأسر في إنشاء شجرة العائلة. في هذا الصدد تقول كريستينا "يستكشف هذا العمل كيف تستمر الحياة الثقافية ونحن نرى ذلك في الأحياء الذين تكون قصص صامتةً غالبًا أو الذين لا تؤخذ تجاربهم على محمل الجد في صُنع التاريخ. فهو يمنحهم منصةً لتبادل لغاتهم.

تتمثّل إحدى تلك المنصات في موقع إلكتروني يُنظر إليه على أنّه أداة عملية لمعرفة سلالة السكان الأصليين، وخاصة الحمض النووي، فضلاً عن الموارد العامة لأولئك الذين يرغبون في معرفة المزيد عن ثقافة التاينو. وأوضحت كريستينا بقولها "يكمن الأمل في أنه يساعد كذلك على تطوير المعرفة بشأن موضوع السكان الأصليين في منطقة البحر الكاريبي والتقاليد الثقافية من خلال تقديم قاعدة بيانات للمعلومات إلى العلماء لتعزيز أعمالهم الخاصة، وذلك بتمكين الجمهور بالأدوات اللازمة لإجراء الأبحاث على عائلاتهم ومع مجتمعاتهم، واقتباس الفائدة من العلماء المستقبليين في ما لا يزال مجال دراسة مزدهر للغاية".
The project opened a 2018 exhibition at The National Museum of the American Indian in New York, NY. The exhibition will feature Smithsonian’s archaeological collections and CILP research findings. Before and after the exhibition development, the project also plans to expand its research into the fields of linguistics (in particular the study of place names), botany and ethnomedicine, and historical recovery work. Even after the exhibition closes, the research CILP has developed will continue to tell the story of the Taíno and expand our understanding of what it means to be Taíno today.